هل تضطرنا السياسة الى بيع ديننا بدنيانا؟
كتب جمال التركي
من الجميل مشاركة العرب والمسلمين في النظام السياسي الأميركي وان يصبحوا جزءا من منظومة صنع القرار غير ان من يتمعن في نظم ومبادئ وخلفيات الحزبين الذين يقوم عليهما النظام السياسي يستنتج ان هذه المشاركة مملوءة بالصعوبات والعقبات بل وربما بالمحظورات الشرعية.
تتمثل اشكالية المشاركة السياسية للعرب والمسلمين في ما يبدو تناقضا بين منطلقات الحزبين والتي تدفعنا الى خيارات أحلاها مر .
يذهب أغلبية العرب والمسلمين الى دعم الحزب الديمقراطي والانخراط بأنشطته ايمانا منهم بأن الحزب يسعى الى تحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين الأقليات والحفاظ على حقوق المهاجرين متجاهلين مبادئ أخرى للحزب تتناقض مع دينهم بينها تشريع الإجهاض وتشريع التحول الجنسي (غير المرضي) والاعتراف بحقوق "الشواذ" وحمايتها دون مبالاة منهم بحجم التناقض والانفصام الذي يظهرون عليه أمام اولادهم وأمام اتباع الديانات الأخرى التي تشارك الإسلام في تحريم كل هذه التصرفات.
وعلى الرغم من بعض مبادئ الحزب الجمهوري تتوافق مع المثل والمبادئ الدينية للعرب والمسلمين فإننا نجد ان أغلبهم يتورع عن دعم الحزب الجمهوري اعتقادًا منهم بأن هذا الحزب يعادي المهاجرين ويكرس العنصرية والطبقية الرأسمالية.
وبغض النظر عن صحة هذه الادعاءات من عدمها فإن العقل والمنطق يقضيان بان العنصرية تكافح باللجوء الى القضاء لا بالتنازل عن المبادئ، أما مسألة الهجرة فالأمن القومي للأمريكيين يتطلب الاعتراف بضرورة إصلاح نظام الهجرة بصورة يمكن معها تجاوز الثغرات التي أدت الى وجود عشرين مليون مهاجر غير قانوني .
اعلم ان موضوع النظام السياسي كبير جدا ولا يمكن الإحاطة به بمقال او اكثر غير أني أتمنى ان أكون قد وفقت في إثارة هذه الإشكالية التي تثيرها المشاركة في الحياة السياسية الأمريكية بحيث نسمع ممن لديهم تصور ( سواءً كان قانوني او شرعي ) للطبيعة التي تحملها مشاركتنا في نظام يحمل كل هذه المتناقضات راجيًا من الله ان يهدينا سواء السبيل وان لا يجعلنا ممن يبيع دينه بدنياه.