أميركا أُمة للرجال الأحرار
التاريخ بين نقيضين !
بقلم: عماد قاسم
يجب أن تموت العبودية حتى تعيش الأمة..هكذا سخَّر ابراهام لينكولن حياته من أجل دعم قوة الفرد في إحداث التغيير.
من أجل وطن تنصهر في بوتقته كل الجزئيات المجتمعية، الإثنية والعرقية والدينية والقومية ، وعلى هذا النحو تأسست أعظم دولة في العالم إذ بُنيت على قواعد وأسس ديمقراطية متينة جعلتها مصدر إلهام وطموح لدى غالبية شعوب العالم في أن تنال مثيلاً لها لما تلاقيه من ظلم وقهر وعجز تنموي وديمقراطي في بُلدانها ، تلك السمة التي تتمتع بها الحياة الأمريكية على الصعيد الوطني ظَلَّ شفيعاً لاستقرارها على مدى وقت طويل.
هل يعي الرئيس ترامب مقاس سياسته في عصر الامتياز الديمقراطي وعولمة النظام العالمي ؟!
المجتمع الأمريكي يطيع القوانين ويُدرك في ذات الوقت خطورة تجاوزها ،ولهذا ندد الجميع بالقرارات التي أصدرها الرئيس مؤخراً بخصوص قضايا المهاجرين لكونها تمس أهم أصل من حقوق المواطنة القانونية من جهة وتنتهك حقوق الإنسان المترتبة على إجرائها من جهة أخرى ، كما أنها قد تفتح ملفات قديمة عفى عليها الزمن..!
يؤمن الجميع بواحدية المصير ، وأنَّ ممارسة العنف والتعسف القانوني تحت أي سلطة على فئة معينة إنما سيطال الجميع لأنّ سلطة القانون وقيمته الجوهرية ستصبح صيغة مطاطية يُمكن توظيفها خارج السياق الشرعي، وهذا ما قد يفقد الثقة المشتركة بين الشعب والحكومة هذا ليس شعباً أحادي التكوين ، إنه مزيج مجتمعات في كيان سياسي واجتماعي واقتصادي واحد ، والنضال هنا أممي وإنساني بحت، نضال من أجل المساواة والعدالة في القيمة الإنسانية.
لنسير على خطى ابراهام لينكولن ومارتن لوثر ومالكوم إكس!