بعض الحقائق حول قروض المدارس في أميركا
بعض الحقائق عن قروض المدارس
ياسر العرامي
النقاش العلني المتزايد حول القرض الذي تريد مدارس مدينة هامترامك من المواطنين التصويت عليه في انتخابات أغسطس المقبل، ظاهرة جيدة ويجب تشجيعه تجاه أية قضايا تخص المجتمع.
وفي هذا الإطار أود طرح بعض الحقائق حول قروض المدارس من باب الفائدة العامة.
بداية، لست من سكان هامترامك وبذلك فأنا لا أدعو الناس للتصويت على القرار ولا رفضه، لأن هذه قضية تخص السكان هناك وحدهم.. صحيح أن التعليم قضية عامة وتهمنا جميعا، لكن القرض لا يعني التعليم ومن يحاول تصوير الأمر كذلك فهو يضلل الآخرين بل ومن المعيب أن يستخدم التعليم كشماعة ضد من يحاول طرح رأي مخالف بشأن القرض لأن هناك ملابسات أخرى كثيرة ترافق مثل هذه القروض طويلة الأمد.
فكرة دعم التعليم والإيمان به وتشجيع أبناءنا على مواصلته باتت فكرة محسومة لدى الجميع في عالم اليوم ولم يعد هناك من يعارض هذا حتى غير المتعلمين، لذا لا أظننا بحاجه لمزايدة البعض بهذه الحجة لأن رفض القرض لا يعني عدم الإيمان بالتعليم والعكس تماماً دعمه لا يعني بالضرورة أنك تؤمن بالتعليم وتدعمه.
في العام في 2019 فقط رفض سكان ولاية ميشيغن 18 مقترحا على الأقل وصوتوا بـ"لا" ضد رفع الضرائب مقابل الحصول على قروض مماثلة في مقاطعات الولاية المختلفة فهل يعني هذا أن غالبية سكان ميشيغن ضد التعليم؟ بالطبع لا. ولم يطرح أحد مثل هذا الكلام بل يحاول مسؤولو التعليم في تلك المدن توضيح الحقائق والتواصل مع المواطنين لإقناعهم بالفكرة ليس أكثر ولا أقل وهذا ما تفتقد إليه هامترامك، هناك فقط محاولات لإسكات المعارضين من خلال الترويج بأنك إذا لم تصوت، فأنت متخلف وضد التعليم!
مثال آخر، في مقاطعة وين فقط وخلال العشر السنوات الماضية، صوت السكان بـ"لا" ضد 52 مقترح مشابه لمقترح مدارس هامترامك، وشمل هذا مدن مهمة منها نورث فيل وكانتون وغيرها من المدن الذي تعتبر مدارسها من أفضل المدارس في ولاية ميشيغن وتولي التعليم فيها اهتماما خاصا فهل يعني ذلك أنهم ضد التعليم؟ بكل تأكيد لا.. لأن هذه القروض لها تفاصيل إضافية ونتائجها لا تنعكس بشكل فوري على أداء التعليم أو تحسين الأداء للطلاب، وقد تكون مبالغ فيها أو غير ضرورية أو يشوبها فساد.
أضف إلى ذلك إلى أن هامترامك لها وضع خاص، فكما طرح سكان المدينة، غالبية اليمنيين يذهبون لمدارس ما يطلق عليها "التشارتر سكول"، ما يعني أنها غير معنية بمثل هذا القرض ومن الطبيعي أن تسعى وراء مصلحتك كمواطن بغض النظر في أي مدينة أميركية تسكن.
مدينة ديربورن المجاورة هي الأخرى صوت سكانها في العام الماضي ضد مشروع قرار للحصول على قرض. مدينة هامترامك ذاتها سبق وأن تقدمت بنفس المقترح في العام 1997 وفشل المقترح في الحصول على موافقة المواطنين.
حقيقة ثانية، وكان يجب أن يقوم المجلس التعليمي بتوضيحها للسكان لأن أي نجاح مقترح يعتمد على الشفافية مع المواطنين: القرض قيمته الأصلية 35 مليون دولار، ولكن هذا القرض يشبه تماما قروض العقارات، أي انه خاضع للفوائد او ما يسميه رجال الدين "الربا" .
وحسبما توضح ولاية ميشيغن بموقعها الرسمي، فإن فوائد القروض المدرسية وصلت نسبتها في العام 2017 إلى 3.2 بالمائة وهذه نسبة مقاربة تماما لنسبة فوائد قروض العقارات.
وبمعنى أخر فإن السكان إذا صوتوا بنعم على هذا القرار لن يدفعوا فقط 35 مليون دولار بل أضعاف هذا المبلغ على مدى الثلاثين عاماً المقبلة وذلك بعد إضافة الفوائد التي سيجنيها كأرباح البنك أو المستثمرين الذين سيمولون القرض.