التضخم وأزمة الديمقراطيين!
ياسر العرامي
هوت الأسواق الأميركية إلى القعر بعد شهور من التأرجح جراء أزمة اقتصادية يبدو أنها لن تتوقف هنا، أسعار السلع والوقود تتصاعد يوميًا والأميركيون يعانون والتضخم في أعلى مستوياته منذ أربعين عامًا.
على الضفة الأخرى يصارع الديمقراطيون والاعلام الموالي لهم الهواء وإرث ترامب حيث يعقدون جلسات مطولة في الكونغرس للاستماع لشهادات بشأن احداث اقتحام الكونغرس المعروفة ويتجاهل الإعلام الليبرالي - حتى الصحف المرموقة - الأزمة الاقتصادية على عكس فيما لو كان الرئيس جمهوريا ربما.
الانتخابات النصفية على الأبواب في نوفمبر المقبل ولم يتبق أمام الديمقراطيين الا القليل لفعله لتفادي سقوط مدوي.
لا يمتلك بايدن سوى خيارات محدودة في جعبته، وقد اضطرت ادارته مؤخرا للتنازل عن موقفها المتشدد تجاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبات من المقرر ان يزور بايدن المنطقة ويلتقي بن سلمان في محاولة للحصول على دعم السعوديين ورفع انتاج النفط الذي صعدت اسعاره بشكل جنوني بفعل الحرب الروسية الاوكرانية وأسباب اخرى.
يحاول بايدن عبثًا مكافحة التضخم وخفض الأسعار وفي هذا المسعى تنافش إدارته حتى التراجع عن بعض ما فرضه ترامب من جمارك على الواردات الصينية.
إلى ذلك تملك إدارته حلولًا محدودة أبرزها مواصلة رفع سعر الفائدة ولكن هذا الاجراء ذاته قد يؤدي إلى دخول الاقتصاد برمته في حالة ركود.
الأميركيون بما فيهم المهاجرين باتوا نادمين على مغادرة ترامب المشهد رغم عنصريته وجنونه، وينتظرون الآن على أحر من الجمر متى تنتهي سنوات بايدن ليعود الجمهوريين وخيرهم الاقتصادي الى البيت الأبيض، أو هكذا على الأقل صار مزاج الشارع هذه الأيام!