هل يحاول ترامب فعلًا الانقلاب على الانتخابات، وهل ينجح؟
للمرة الأولى في التاريخ يرفض الرئيس الجالس في البيت الأبيض قبول نتيجة الانتخابات القائلة بأنه خسر. وهذا ما يثير شكوك من المراقبين ومن المواطنين حول احتمالية تجهيز ترامب لانقلاب من نوع ما. وربما يدعو تابعيه إلى ارتكاب المزيد من أعمال العنف، لضمان بقائه في الحكم.
ينذر هذا الجميع، لأن مثل تلك التصريحات والقرارات غير مسبوقة في الفضاء العالمي، فالولايات المتحدة هي من تدخل في شؤون الدول الأخرى عندما تحاول منع انقلاب، أو عندما يفقد المواطنون ثقتهم في الحزب الحاكم، ويثورون عليه. فمن غير المسبوق أن نشهد مثل تلك التحركات بالولايات المتحدة، قائدة العالم الحر. مرت الولايات المتحدة بعدد من الانتخابات المثيرة للجدل كانتخابات 2000.
وتوقع الآباء المؤسسون للولايات المتحدة وقوع مثل هذا الأمر، وفق تحذير من ماثيو روزسا من رفض الرئيس الخاسر التنحي عن الحكم.
ولكن ولأن الأمر يحدث للمرة الأولى تاريخيًا، فيرى البعض أن ترامب يخطط الآن لقلب نظام الحكم. فأعلنت نتيجة الانتخابات يوم السبت، ومنذ ذلك الحين تحول حساب ترامب على موقع تويتر لعاصفة من التغريدات حول التزوير، والتزييف الذي وقع في الانتخابات. إضافة لرفضه قبول النتيجة النهائية للانتخابات، ودفعه لرفع الدعاوى القضائية، الخاسرة على أي وجه.
ولمجلة ذي أتلانتك كتب بارتون جيل مان، قبل الانتخابات، عن احتمالية رفض ترامب قبول النتيجة النهائية. "لا سابقة لدينا، ولا إجراء لإنهاء الانتخابات إذا فاز بايدن بالمجمع الانتخابي، ورفض ترامب قبول النتيجة." قال جيل مان، مشيرًا إلى وجود ثغرات عدة للمحامين يمكن الدخول والتلاعب منها.
والآن، بعد أسبوع من الانتخابات تنقسم الآراء، ويستمر ترامب في إثارة الجدل. فعلى موقع البيت الأبيض ما زالت هناك مناصب شاغرة لفترة رئاسية ثانية. وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في تصريحات أمس: "مستعدون لانتقال سلمي لولاية ثانية لترامب."
الانقلاب ليس وشيكًا، ولكن المحاول تحدث صدعًا في الديموقراطية
بعض علماء السياسة يقولون إنه بعيدًا عن الخوف من الانقلاب على الجميع خشية تصريحات ترامب غير المدعومة بحقائق وتأثيرها على تآكل الإيمان بديموقراطيتنا.
لن يحدث انقلاب لأن النظام القضائي سيحمي الديموقراطية
ويقول إيلي ميستل، من ذا ناشن، إن ترامب لن ينجح في مسعى الانقلاب، والسبب الرئيسي في هذا أن جميع الدعاوى القضائية التي قدمها ترامب بشأن التلاعب بالأصوات غير مدعومة ببراهين.
زعم ترامب أن المراقبين عجزوا عن مراقبة عملية الفرز في ولاية بنسلفانيا، وهو ما لا يدعمه أي أساس، وأقر محاموه أنفسهم بأن كانوا في أماكن الاقتراع، وأثناء الفرز.
ولكن مثل كل محاولات ترامب، يفتقر هذا إلى التنظيم، وغير مدعوم من أي من قادة الجيش، ببساطة حول ترامب مشهد الانقلاب، إلى برنامج للمهرجين.
نظرية: ترامب يحاول التلاعب ليحصل على انتخابات خاصة
يحاول ترامب إبقاء قاعدته الجماهرية منخرطة في الانتخابات لأسباب سياسية، وفق ما يعتقد علماء السياسة. ولكن مزاعم التزوير تزعزع الديموقراطية.
بكل ما يظهر على الساحة الآن، نستطيع القول إن ترامب يخطط للانقلاب على نتيجة الانتخابات. ولكن تظل كل الجهود بلا أساس، وغير واقعية، وغير قادرة على تغيير النتيجة.
وكل ما يفعله الحزب الآن، والرئيس ترامب هو لإشعال غضب الجمهور التابع للحزب، والمصوتين لترامب.
وبما يفعلونه الآن يحاولون فقط الحفاظ على التأييد من قاعدتهم الجماهيرية استعدادًا لانتخابات 2024.
ولا ينتبه السوق لهذه الضوضاء، فهو منشغل بأموال الفيدرالي، ولقاح فيروس كورونا الجديد، ويتابع ارتفاعه منذ بداية الأسبوع، مع ارتفاع جميع العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية: داو جونز، ناسداك، وإس آند بي 500. بينما يحاول الذهب استرداد أنفاسه بعض الشيء من الهبوط القوي الذي وقع يوم الاثنين، فيما يرتفع النفط بقوة