أزمة في «مؤسسة التراث»، الحاضنة الفكرية لليمين الأميركي بعد دفاع رئيسها عن تاكر كارلسون
واشنطن – يمنيز أوف أميركا: تعيش «مؤسسة التراث» (The Heritage Foundation)، الحاضنة الفكرية الأبرز للمحافظين في واشنطن والمقربة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، أزمة داخلية حادة بعدما دافع رئيسها كيفن روبرتس عن الإعلامي اليميني تاكر كارلسون إثر مقابلته المثيرة للجدل مع الناشط القومي الأبيض نيك فوينتس، المعروف بإنكاره للمحرقة اليهودية وتصريحاته العنصرية.
الأزمة تفجرت بعد أن نشر روبرتس مقطع فيديو في 30 أكتوبر قال فيه إن المؤسسة «لن تلغي أصدقاءها أو تراقب ضمائر المسيحيين»، مدافعاً عن حق كارلسون في الحوار حتى مع شخصيات مثيرة للجدل. وأضاف أنه «يختلف ويشمئز من تصريحات فوينتس، لكن إلغاءه ليس الحل».
هذه التصريحات أشعلت موجة استقالات داخل المؤسسة، شملت خمسة أعضاء من لجنة مكافحة معاداة السامية، إضافة إلى كبير موظفي روبرتس، ثم الاقتصادي البارز ستيفن مور بعد 12 عاماً من عمله مع المؤسسة.
فوينتس، البالغ من العمر 27 عاماً، يعد من رموز اليمين المتطرف الأميركي، واشتهر منذ مظاهرات شارلوتسفيل عام 2017. وقد أثار موجات غضب بتصريحات ضد النساء والأقليات واليهود، ووصل إلى دائرة الجدل السياسي بعد حضوره لقاءً في منتجع ترامب عام 2022 برفقة كانييه ويست.
انتقادات لاذعة وجهت لروبرتس من شخصيات محافظة بارزة، بينها ميتش ماكونيل وبن شابيرو، اللذان اعتبرا دفاعه «خيانة لإرث المؤسسة». وفي اجتماع داخلي الأسبوع الماضي، واجه روبرتس دعوات للاستقالة، قبل أن يعتذر للموظفين معترفاً بأنه «أخطأ وأساء التقدير»، ومؤكداً أن المؤسسة «ترفض تماماً أيديولوجية فوينتس المعادية للسامية»