الانتخابات الأولى في عهد رئاسة ترامب الثانية: اختبار مبكر لمستقبل الحزبين
يمنيز أوف أميركا – واشنطن
يشهد الأميركيون اليوم الثلاثاء سلسلة من الانتخابات المحلية في ولايات رئيسية تعد أول اختبار سياسي واسع منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وسط ترقب لنتائجها وانعكاساتها على خريطة القوة بين الجمهوريين والديمقراطيين قبيل انتخابات منتصف الولاية عام 2026.
تتصدر السباق انتخابات رئاسة بلدية نيويورك التي يخوضها النائب التقدمي زهران ممداني، في مواجهة اختبار حاسم لتيار اليسار داخل الحزب الديمقراطي. ففوزه بأكثر من 50% سيُعدّ تفويضاً واضحاً لبرنامجه القائم على زيادة الضرائب على الأثرياء وتمويل برامج النقل والإسكان
وفي ولايتي نيوجيرزي وفرجينيا، يسعى الديمقراطيون إلى تحويل الغضب من سياسات ترامب إلى مكاسب انتخابية، في وقت يحاول فيه الجمهوريون الحفاظ على مواقعهم في معاقل كانت تميل تقليدياً للحزب الأزرق.
ويصوت الناخبون لاختيار حكام جدد لهاتين الولايتين، حيث تراهن المرشحتان الديمقراطيتان ميكي شيريل وأبيغيل سبانبِرغر على تعبئة الغضب من سياسات ترامب للفوز بمناصبهما.
أما في كاليفورنيا، فيصوّت الناخبون على مبادرة لإعادة رسم الدوائر الانتخابية بما يمنح الديمقراطيين مقاعد إضافية في الكونغرس، في خطوة يُنظر إليها كاستجابة مباشرة لتحركات ترامب لإعادة توزيع الدوائر في تكساس لصالح الجمهوريين.
وفي بنسلفانيا، يصوت الناخبون على بقاء ثلاثة قضاة ديمقراطيين في المحكمة العليا للولاية، ما سيحدد التوازن القضائي في واحدة من أكثر الولايات تأرجحاً حتى عام 2028.
وتجري بالتوازي انتخابات بلدية في عدد من المدن الأميركية الكبرى، تعد بمعظمها ساحات داخلية بين أجنحة الحزب الديمقراطي. ففي أتلانتا، بوسطن، سينسيناتي، بيتسبرغ، وشارلوت بولاية نورث كارولاينا، يتوقع أن يفوز رؤساء البلديات الديمقراطيون الحاليون بولايات جديدة، فيما تجرى انتخابات مفتوحة في ديترويت، بافالو، وجيرسي سيتي.
أما أكثر السباقات إثارة فتشهدها مينيابوليس وسياتل، حيث يواجه الديمقراطيان الوسطيان جاكوب فري وبروس هاريل منافسين من الجناح اليساري هما السيناتور عمر فتيح والناشطة كايتي ويلسون، في معارك تمثل اختباراً لتوجهات الناخبين الليبراليين في المدن الكبرى. وفي ميامي، التي تميل سياسياً إلى الجمهوريين، يتنافس 13 مرشحاً من خلفيات متنوعة، بينهم رؤساء بلديات سابقون وشخصيات من عائلات سياسية بارزة، للفوز بالمنصب أو التوجه إلى جولة إعادة في التاسع من ديسمبر المقبل.
وتعتبر نتائج هذه السباقات مؤشراً على المزاج السياسي في المدن الأميركية ومدى استعداد الناخبين التقدميين لمواصلة تحدي التيار الوسطي داخل الحزب الديمقراطي.