ترامب يقترح تأجيل انتخابات الرئاسة الأميركية خشية التزوير
دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى تأجيل انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، قائلا إن زيادة التصويت عبر البريد قد تؤدي إلى عمليات تزوير أو نتائج غير دقيقة.
واقترح تأجيل الانتخابات حتى يكون الناخبون قادرين على التصويت على نحو "مناسب، وآمن، وسالم".
ولا توجد أدلة كافية تدعم مزاعم ترامب، لكنه طالما أبدى معارضته للتصويت عبر البريد الذي يقول إنه سيكون عرضة للتزوير.
وترغب ولايات أمريكية في تسهيل عملية التصويت عبر البريد، وذلك وسط مخاوف على الصحة العامة بسبب فيروس كورونا.
وبموجب دستور الولايات المتحدة لا يملك الرئيس سلطة البت في تأجيل الانتخابات الرئاسية. وبما أن موعدها محدد بموجب قانون فدرالي (3 تشرين الثاني/نوفمبر)، لا يمكن إلا للكونغرس وحده اتخاذ مبادرة في هذا الصدد.
لكن حقيقة أن الرئيس يذكر هذه الفرضية قد تساهم في إثارة الشكوك حول شرعية الانتخابات ضمن قاعدته الانتخابية.
ورد دايل هو من منظمة "إيه سي إل يو" للدفاع عن الحقوق المدنية "نحن في أميركا. نحن نتبع نظاما ديموقراطيا وليس ديكتاتوريا. الدستور يحدد موعد الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر. لن يغير أي شي يقوله الرئيس أو يفعله أو يغرّده ذلك الأمر".
وترغب عدة ولايات أميركية في تيسير التصويت عن طريق البريد من أجل الحد من انتشار الوباء قدر الإمكان.
وقد سمح الكثير منها بنظام التصويت هذا لسنوات، ولم تبلغ أي دراسة جادة حتى الآن عن أي مشكلات رئيسية، باستثناء عدد قليل من الحوادث المعزولة.
ومنذ عدة أسابيع يلوّح دونالد ترامب الذي تبدو استطلاعات الرأي غير مواتية له، بشبح تزوير كبير.
وقد دفعت تعليقاته حول هذا الموضوع موقع تويتر إلى تصنيف إحدى تغريداته لأول مرة على أنها مضللة في نهاية أيار/مايو.
في نهاية نيسان/أبريل، توقع خصمه الديموقراطي جو بايدن أن يبذل الملياردير قصارى جهده لتأجيل الانتخابات.
وقال "تذكروا ما أقوله لكم، أعتقد أنه سيحاول تأجيل الانتخابات بطريقة أو بأخرى وأن يجد أسباباً تبرر عدم إجرائها".
بعد بضعة أيام، رفض ترامب، خلال لقاء صحافي في البيت الأبيض، رفضًا قاطعا هذه الفرضية.
وقال "لم أفكر قط في تغيير التاريخ (...) لماذا أفعل ذلك؟"، مشيرا إلى "دعاية" يروج لها المعسكر الديموقراطي.
لكن، سرعان ما عبر عدة نواب جمهوريين عن اختلافهم مع الرئيس، واستبعدوا بشكل مطلق تأجيل الاقتراع.
في هذا السياق، قال السناتور عن فلوريدا ماركو روبيو "كنت أفضل لو لم يقل ذلك، سنجري انتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر".
أما السناتور عن تكساس تيد كروز، فقد اعتبر أن "التزوير الانتخابي مشكلة عويصة علينا مكافحتها، لكن لا يجب تأجيل أي انتخابات".
ويفيد متوسط استطلاعات الرأي الوطنية الذي وضعه موقع ريل كلير بوليتيكس، بتقدم جو بايدن منذ أكثر من ستة أسابيع على دونالد ترامب بثمان إلى 10 نقاط مئوية.
ومنذ عام 1980، فاز جميع المرشحين الذين حظوا بمثل هذا الفارق الكبير في مثل هذه المرحلة، باستثناء واحد هو الديموقراطي مايكل دوكاكيس الذي هزمه جورج بوش في عام 1988.
وعندما سُئل قبل عشرة أيام عما إذا كان سيقبل نتائج الانتخابات، تهرب الرئيس الأميركي الـ45 من الإجابة قائلاً ببساطة: "سوف أرى".