أين وصلت إجراءات عزل ترامب في الكونغرس وما مدى نجاحها؟
يمنيز أوف أميركا - ديترويت
يتواصل في واشنطن الإعداد لإجراء من شأنه أن يسجل في التاريخ، وقد يرهن المستقبل السياسي المحتمل لدونالد ترامب لأنّه قد يصبح أول رئيس أميركي يواجه مرتين نص اتهام في الكونغرس ضمن إجراء عزل.
وسينظر الكونغرس في نص الاتهام الاربعاء على أن يجري تصويتا في اليوم نفسه.
ومن المتوقع أن يتم تبني النص بسهولة إذ يدعمه عدد كبير من الديموقراطيين في مجلس النواب. وهذا يعني فتح إجراء عزل ثان بحق الرئيس الأميركي.
لكن الشك يبقى محيطا بمسار ونتيجة المحاكمة التي يفترض ان تجري لاحقا في مجلس الشيوخ والذي يعد حاليا غالبية جمهورية. وسيتولى الديموقراطيون السيطرة عليه في 20 كانون الثاني/يناير لكنهم سيكونون بحاجة لجمع أصوات العديد من الجمهوريين من اجل بلوغ غالبية الثلثين المطلوبة لادانة الرئيس.
ومن شأن محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ أن تعرقل العمل التشريعي للديموقراطيين في بداية عهد بايدن، إذ سينحصر عمل المجلس بهذه القضية.
في موازاة ذلك طلب الديموقراطيون ان يتم اعتماد مشروع قرار بالاجماع يطلب من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور.
وأكدت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي الاثنين أن الجمهوريين "يعرّضون أميركا للخطر" عبر "تواطئهم" مع ترامب الذي تتهمه ب"التحريض على تمرد دام ضد أميركا" على خلفية احداث مبنى الكابيتول.
وقالت "ندعو نائب الرئيس للردّ في غضون 24 ساعة بعد تبنّي" النصّ.
ويمثل اللقاء وجها لوجه بين ترامب وبنس تحولا بعد توتر العلاقات بينهما في أعقاب أحداث 6 كانون الثاني/يناير. ورغم الضغوط التي مارسها دونالد ترامب، أعلن مايك بنس في رسالة أنه لن يعارض المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية أمام الكونغرس، ما أثار غضب الرئيس وأنصاره.
وسيؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن القسَم في 20 كانون الثاني/يناير لتولي الرئاسة خلفا لترامب، في حفل سيقام في الباحة الخارجية لمبنى الكابيتول الذي يضم مجلسي النواب والشيوخ اللذين يتألف منهما الكونغرس.
وأعلن البنتاغون الإثنين أنه سمح بنشر 15 ألف عنصر من الحرس الوطني خلال مراسم تنصيب بايدن.
ودعا بايدن إلى ملاحقة كل المتورطين في "اقتحام" مبنى الكونغرس الأربعاء الماضي خلال أعمال عنف أوقعت خمسة قتلى وأثارت صدمة في أميركا والعالم.
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الثلاثاء أنّ إجراءات العزل التي قد تستهدفه "سخيفة تماماً" وتتسبب ب"غضب هائل" في أرجاء الولايات المتحدة، وذلك قبيل توجهه إلى تكساس في أول خروج علني له من البيت الأبيض في أعقاب أعمال العنف التي وقعت في مقرّ الكونغرس.
وأعلن ترامب من حدائق البيت الأبيض إنّ الحديث عن إجراءات العزل تشكّل "استمرارا لأكبر حملة مطاردة في التاريخ (...) وهذا يثير غضبا هائلاً". وفي أول تصريح إلى الصحافة منذ أحداث الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير، قال "لا أريد عنفاً".
وفي خضم الاضطرابات التي تشوب الايام الأخيرة من ولايته، برّر ترامب خطابه أمام مناصريه في ذاك اليوم باعتباره "مناسبا تماما"، مندداً في الوقت نفسه ب"الخطأ الكارثي" لوسائل تواصل اجتماعي قررت وقف حسابه.
وكان ترامب التقى مساء الاثنين نائبه مايك بنس الذي قرر على ما يبدو تشكيل جبهة مشتركة معه، في الوقت الحالي، ضد الديموقراطيين رفضا للدعوات إلى عزله استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين الذي ينص عليه الدستور.