مقترح بمنح كل مولود جديد في أميركا استثمارا في الأسهم ليصبح مليونيرا عند التقاعد
أزمة توزيع الثروة.. أو التوزيع غير العادل للثروة أزمة تعاني منها أغلب الاقتصادات والدول، في ظل الفجوات الكبيرة بين الطبقات.
فهل تجد تلك الأزمة حلال ناجزا في أكبر اقتصادات العالم، وهل يجد الأمريكيون؟
وتضم الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عدد من المليارديرات على مستوى العالم بعدد يفوق الـ 600 ملياردير.
مقترح أكمان
قدم الملياردير بيل أكمان، الذي يعد من أشهر المستثمرين ورجال الأعمال في وول ستريت، مقترحا لحل مشكلة عدم المساواة في الثروة في المجتمع الأمريكي.
واقترح الملياردير الأمريكي إيجاد طريقة لمن ليس لديهم أصول استثمارية للمشاركة في نجاح الرأسمالية.
وقدم أكمان مقترحا أن تمنح الحكومة الأمريكية كل مولود جديد استثمارًا في الأسهم، تحت مسمى "سهم المولود ". طبقا لما أورد موقع انفستنغ الأميركي.
وقال أكمان الحل المحتمل لمشكلة عدم المساواة في الثروة هو إيجاد طريقة لمن ليس لديهم أصول استثمارية للمشاركة في نجاح الرأسمالية.
وقال أكمان للقيام بذلك، نحتاج إلى برنامج يجعل كل أمريكي مالكًا للنمو المركب في قيمة الشركات الأمريكية.
ويمكن للحكومة تمويل حسابات الاستثمار لكل طفل مولود في أمريكا، وهو برنامج يمكن أن نطلق عليه اسم سهم المولود.
وقال الملياردير الأمريكي إنه سيتم استثمار الأموال في صناديق الأسهم ذات التكلفة الصفرية ولن يُسمح للأشخاص بسحبها حتى يتقاعدوا أو يبلغوا 65 عامًا.
وأضاف أكمان، المعدلات التاريخية للعائد على حقوق المساهمين البالغة 8% سنويًا، ستكون قيمة المنحة البالغة 6،750 دولارًا عند الولادة أكثر من مليون دولار في سن 65.
ويمكن أن يصل هذا الرقم إلى مليوني دولار في سن 74، سيكلف المخطط الحكومة حوالي 26 مليار دولار سنويًا بناءً على متوسط عدد الأطفال المولودين في الولايات المتحدة.
مليارديرات وفقراء
وتمكن أغنى 643 أميركيا من إضافة 845 مليار دولار إلى ثرواتهم مجتمعة في الفترة بين الثامن عشر من شهر مارس الماضي وحتى الخامس عشر من سبتمبر، ما يمثل زيادة 29% لقيمة الثروة.
وارتفعت ثروة الأغنياء في الولايات المتحدة من 2.95 تريليون دولار إلى 3.8 تريليونات دولار في نحو 6 أشهر، ما يعني مكاسب بقيمة 141 مليار دولار كل شهر أو 32 مليار دولار أسبوعيا أو 4.7 مليارات يوميا.
وحقق أكثر 3 مليارديرات حققوا مكاسب في هذه الفترة جيف بيزوس ومارك زوكربيرج وإيلون ماسك ارتفاعا لصافي ثرواتهم مجتمعة بنحو 137 مليار دولار.
لكن على الجانب الآخر من الطاولة يقف ملايين الأميركيين الذين تسبب الوباء في فقدانهم للوظائف أو تراجع الدخل.
ويكشف مؤشر بلومبيرغ للأثرياء إلى أن ثمانية من أكثر 10 أشخاص تحقيقا للمكاسب منذ بداية عام 2020 يمتلكون أعمالا في قطاع التكنولوجيا.
والذي استفاد بشكل واضح من تداعيات الوباء وسياسات التباعد والعمل والدراسة من المنزل.
الهوة تزيد
ولم تقتصر معاناة العامة في الولايات المتحدة على تراجع الدخل.
لكن أكثر من 50 مليون شخص فقدوا وظائفهم جراء تداعيات الوباء، ورغم التعافي النسبي فإن 14 مليونا لا يزالون ضمن قوائم العاطلين.
وظهرت تبعات الأزمة في معاناة 30 مليونا أميركيا من الجوع، وفقدان نحو 12 مليون شخص التأمين الصحي المدعوم من العمل.
ويشير ارتفاع ثروات الأغنياء ومعاناة الفقراء إلى اتساع للفجوة في الدخل بين الجانبين وظهور الفارق الصارخ بين أرباح المليارديرات والبؤس الاقتصادي للعامة.
وفي تلك الأثناء تنتعش الأسواق الأمريكية بقوة، لترتفع جميع المؤشرات القياسية لأعلى مستويات في تاريخها، ويصل مؤشر داو جونز لمستوى 30 ألف وأكثر بنهاية العام، رغم انخفاضه المدمر مع بداية أزمة كورونا.