هل يصوت عرب أميركا للجمهوريين؟
يمنيز أوف أميركا - ياسر العرامي
ديربورن .. مدينة العرب الأميركيين تشهد حراكًا سياسيًا واجتماعيا ساخنًا حول نشر كتب تروج للمثلية في المدارس العامة.
ما زاد من حدة النقاش هو قرب الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي وكذلك المحلية التي من المقرر انتخاب حاكم جديد للولاية ومدعي عام والتنافس على كثير من المناصب المحلية التي ستجرى فيها الانتخابات في نوفمبر المقبل.
لكن قضية نشر كتب المثلية تتخذ أبعادًا مختلفة وهي ضمن جدل واسع يخوضه الأميركيون على المستوى الوطني ضمن قضايا الجدل السياسي والاجتماعي الأميركي مثل الإجهاض والهجرة ودعم حقوق المثليين والسلاح كقضايا ينقسم الأميركيون حولها بين محافظين وليبراليين وتستغل سياسيًا في كثير من الأحيان.
تصوت ديربورن ذات الكثافة السكانية العربية دائما للحزب الديمقراطي ومرشحوه على الأقل منذ بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وباتت هذه المدينة الواقعة في ولاية ميشيغن مغلقة على الحزب الديمقراطي لدرجة ان الجمهوريين لا ينافسون أحيانا على المناصب فيها لانهم يدركون استحالة فوزهم.
لكن الأمر هذه المرة بدأ مختلفا مع بداية ظهور كتب تروج للمثلية الجنسية وتتضمن رسومات وصورًا مخلة بحق أطفال لا يزالون تحت السن القانونية ونشرها في مكتبات المدارس العامة.
اعترض السكان في بادئ الأمر ولكن المجلس التربوي المحلي لم يتخذ اجراءات مباشرة بشأنها مرجعًا ذلك إلى اجراءات طويلة ومعقدة من أجل مراجعة هذه الكتب واتخاذ قرار بشأن ما اذا من الممكن منعها وسحبها وهو ما زاد الغضب الشعبي.
في الاتجاه المقابل ظهر فريق من العرب الأميركيين الداعمين للحزب الديمقراطي وأجندته بما فيهم عمدة المدينة عبدالله حمود وعضو الكونغرس رشيدة طليب وأيدوا اجراءات المجلس التعليمي.
واتخذت الأمور مجرى جديد حينما تم تحويل قضية معارضة نشر هذه الكتب للأطفال على أنه معارضة لحق وجود المثليين أنفسهم كشريحة مجتمعية لا يمكن إلغائها.
يعلل المؤيدون لنشر هذه الكتب وبقائها بأن الوقوف ضدها يعني مستقبلا الوقوف ضد المسلمين كأقلية ويتجاهلون أن لا أحد يعترض على مجتمع المثليين كواقع لا يمكن تغييره من قبل أقلية أخرى تحاول الاندماج في عالم جديد ولكن المصالح السياسية تلعب دورها في تضليل الرأي العام.
وإزاء ذلك تعالت أصوات العرب الأميركيين الذين يعتقدون ان الحزب الجمهوري هو الأقرب أيديولوجيًا في القضايا الاجتماعية وقد يصوتون لصالحه هذه المرة.
وقد استغل بدوره الحزب الجمهوري هذا الأمر ووجدها فرصة سانحة لدخول ديربورن ومن المقرر أن ينضم في المدينة مهرجانًا انتخابيًا هو الأول من نوعه نهاية هذا الشهر .
ولكن التصويت للحزب الجمهوري أيضا سلاح ذو حدين خصوصًا بعدما قام ترامب أثناء سنوات حكمه بفرض حظر على عدة دول اسلامية من الهجرة لأميركا واتخاذه اجراءات عدائية بحق المهاجرين.
فهل يصوت العرب الأميركيين للحزب الجمهوري بعد عقود من القطيعة السياسية حيث كانت آخر مرة يدلي فيها عرب أميركا بأصواتهم للجمهوريين في إنتخابات عام 2000 للمرشح الرئاسي آنذاك جورج دبليو بوش؟